اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
59300 مشاهدة print word pdf
line-top
نصوص في الإنجيل تثبت أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله

[س 34]: هناك نصوص في الإنجيل تثبت أن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله، وليس كما يدعي النصارى أنه ابن الله، مثال على ذلك: إنجيل متى الإصحاح (21) فقرة (11) يقول النص: فقالت الجموع: هذا يسوع النبي الذي من الناصرة الجليل.
إنجيل يوحنا الإصحاح (8) فقرة (40) يقول النص: ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.
إنجيل يوحنا الإصحاح (17) فقرة (3) يقول النص: وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته.
هل هذه حجة على النصارى حتى يؤمنوا ويعتقدوا أن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله كما وصفه القرآن الكريم؟ وما توجيهكم- رفع الله درجتكم- إلى النصارى الذين يغلون في عيسى وهم بذلك يخالفون كتابهم الإنجيل، ويخالفون القرآن والعقل والفطرة التي فطر عليها البشر؟
الجواب: صحيح أن هذه نصوص جلية واضحة في أن عيسى -عليه السلام- عبد من خلق الله الذين أنشأهم وخلقهم كما يشاء، وقد مثله الله تعالى بآدم في قوله -عز وجل- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ولا شك أن عيسى -عليه السلام- إنما دعا إلى عبادة ربه لا إلى عبادة نفسه، وقد أخبر بني إسرائيل بأنه مرسل من ربه، وأنه أمرهم بعبادة الله الذي هو رب الجميع، وحيث إن النصارى الذين شاهدوا منه تلك المعجزات غلوا فيه بقولهم: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ أو بقولهم: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ فإنما حملهم على ذلك ما رأوا من المعجزات والآيات والبراهين التي أيده الله بها، مع أنها حصلت له بإذن الله تعالى لتبرهن على صدقه، كما أيد الله تعالى موسى -عليه السلام- بالمعجزات الدالة على أنه مرسل من ربه، فكان عليهم أن يقبلوا رسالته ويصدقوه في دعوته إلى توحيد الله تعالى، ونهيه عن الشرك والكفر، فأما اليهود -لعنهم الله تعالى- فقد رموا أمه بالبهتان، كما قال تعالى: وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وادعوا أنه ابن بغي ثم تسلطوا عليه، وراموا قتله، وشبه لهم وقبضوا على الشخص الذي شبه به فقتلوه، وظنوا أنهم قتلوا عيسى فردَّ الله عليهم بقوله: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ .
وبذلك بطل قول الطائفتين، وبقي القول الصحيح أنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. والله أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom